سورة الرعد - تفسير تفسير أبي السعود

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الرعد)


        


{وَيَقُولُ الذين كَفَرُواْ} وهم المستعجلون أيضاً، وإنما عدَل عن الإضمار إلى الموصول ذماً لهم ونعياً عليهم كفرَهم بآيات الله تعالى التي تخِرُّ لها صُمُّ الجبال حيث لم يرفعوا لها رأساً ولم يعُدّوها من جنس الآيات وقالوا: {لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءايَةٌ مّن رَّبّهِ} مثلَ آياتِ موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام عناداً ومكابرةً، وإلا ففي أدنى آيةٍ أُنزلت عليه عليه الصلاة والسلام غُنيةٌ وعِبرةٌ لأولي الألباب {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ} مرسَلٌ للإنذار من سوء عاقبةِ ما يأتون ويذرون كدأب مَنْ قبلك من الرسل وليس عليك إلا الإتيانُ بما يُعلم به نُبوَّتُك، وقد حصل ذلك بما لا مزيدَ عليه ولا حاجة إلى إلزامهم وإلقامِهم الحجرَ بالإتيان بما اقترحوا من الآيات {وَلِكُلّ قَوْمٍ هَادٍ} معينٌ لا بالذات بل بعنوان الهدايةِ يعني لكل قوم نبيٌّ مخصوصٌ له هدايةٌ مخصوصةٌ يقتضي اختصاصُ كلَ منهم بما يختص به حكماً لا يعلمها إلا الله أو لكل قوم هادٍ عظيمُ الشأنِ قادرٌ على ذلك هو الله سبحانه وما عليك إلا إنذارُهم فلا يُهِمَنك عنادُهم وإنكارُهم للآيات المنزّلةِ عليك وازدراؤهم بها ثم عقّبه بما يدل على كمال علمِه وقدرتِه وشمولِ قضائِه وقدَره المبنيَّين على الحِكَم والمصالحِ تنبيهاً على أن تخصيصَ كلِّ قومٍ ينبىء بجنس معين من الآيات إنما هو للحِكَم الداعية إلى ذلك إظهاراً لكمال قدرتِه على هدايتهم لكن لا يهدي إلا من تعلّق بهدايته مشيئتُه التابعةُ لِحكَم استأثر بعلمها فقال: {الله يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أنثى} أي تحمِله فما موصولةٌ أريد بها ما في بطنها من حين العُلوقِ إلى زمن الولادةِ لا بعد تكاملِ الخلقِ فقط، والعلمُ متعدَ إلى واحد، أو أيَّ شيءٍ تحملُ وعلى أي حال هو من الأحوال المتواردةِ عليه طوراً فطوراً فهي استفهاميةٌ معلقةٌ للعلم أو حملَها فهي مصدرية {وَمَا تَغِيضُ الأرحام وَمَا تَزْدَادُ} أي تنقُصه وتزداده في الجُثة كالخَديج والتام وفي المدة كالمولود في أقلِّ مدة الحملِ والمولود في أكثرها وفيما بينهما. قيل: إن الضحاك ولد في سنتين، وهرِمَ ابن حيان في أربع ومن ذلك سُمِّي هرِماً، وفي العدد كالواحد فما فوقه. يروى أن شريكاً كان رابعَ أربعةٍ، أو يعلم نقصَها وازديادها لما فيها فالفعلان متعدّيان كما في قوله تعالى: {وَغِيضَ الماء} وقوله تعالى: {وازدادوا تِسْعًا} وقوله: {وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} أو لازمان قد أسندا إلى الأرحام مجازاً وهما لما فيها {وَكُلَّ شىْء} من الأشياء {عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} بقدر لا يمكن تجاوزُه عنه كقوله: {إِنَّا كُلَّ شَىْء خلقناه بِقَدَرٍ} فإن كل حادثٍ من الأعيان والأعراضِ له في كل مرتبةٍ من مراتب التكوينِ ومباديها وقتٌ معينٌ وحالٌ مخصوص لا يكاد يجاوزه، والمرادُ بالعندية الحضورُ العلميُّ بل العلمُ الحضوريُّ فإن تحقيقَ الأشياءِ في أنفسها في أي مرتبةٍ كانت مراتبُ الوجود والاستعداد لذلك علمٌ له بالنسبة إلى الله عز وجل.


{عالم الغيب} أي الغائبِ عن الحس {والشهادة} أي الحاضرِ له عبر عنهما بهما مبالغةً، وقيل: أريد بالغيب المعدومُ وبالشهادة الموجودُ وهو خبرُ مبتدإٍ محذوفٍ أو خبرٌ بعد خبر، وقرئ بالنصب على المدح وهذا كالدليل على ما قبله من قوله تعالى: {الله يَعْلَمُ} إلخ {الكبير} العظيمُ الشأنِ الذي كلُّ شيء دونه {المتعال} المستعلي على كل شيء بقدرته أو المنزَّهُ عن نعوت المخلوقات.
وبعد ما بين سبحانه أنه عالم بجميع أحوالِ الإنسان في مراتبِ فطرتِه ومحيطٌ بعالَمي الغيب والشهادة بيّن أنه تعالى عالمٌ بجميع ما يأتون وما يذرون من الأفعال والأقوال وأنه لا فرق بالنسبة إليه بين السرِّ والعلن فقال: {سَوَاء مّنْكُمْ مَّنْ أَسَرَّ القول} في نفسه {وَمَنْ جَهَرَ بِهِ} أظهره لغيره {وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ} مبالغٌ في الاختفاء كأنه مختفٍ {باليل} وطالبٌ للزيادة {وَسَارِبٌ} بارزٌ يراه كلُّ أحد {بالنهار} من سرَب سروباً أي برَز وهو عطفٌ على مَنْ هو مستخفٍ أو على مستخف و{من} عبارةٌ عن الاثنين كما في قوله:
تعالَ فإنْ عاهدتَني لا تخونُني *** نكنْ مثلَ مَنْ يا ذئبُ يصطحبانِ
كأنه قيل: سواءٌ منكم اثنان مستخفٍ بالليل وساربٌ بالنهار، والاستواءُ وإن أسند إلى من أسرّ ومن جهَر وإلى المستخفي والساربِ لكنه في الحقيقة مسنَدٌ إلى ما أسّره وما جهرَ به أو إلى الفاعل من حيث هو فاعلٌ كما في الأخيرين، وتقديمُ الإسرارِ والاستخفاءِ لإظهار كمالِ علمِه تعالى فكأنه في التعلق بالخفيات أقدمُ منه بالظواهر وإلا فنِسبتُه إلى الكل سواءٌ لما عرَفته آنفاً.
{لَهُ} أي لكلَ ممن أسرّ أو جهر والمستخفي أو السارب {معقبات} ملائكةٌ تعتقِبُ في حفظه جمعُ معقّبة من عقّبه مبالغةُ عقَبه إذا جاء على عقِبه كأن بعضَهم يعقُب بعضاً أو لأنهم يعقُبون أقوالَه وأفعاله فيكتُبونه أو اعتقب فأُدغمت التاء في القاف والتاء للمبالغة، أو المرادُ بالمعقّبات الجماعاتُ، وقرئ {معاقيبُ} جمع معقب أو معقبة على تعويض الياء من إحدى القافين {مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} من جميع جوانبِه أو من الأعمال ما قدَّم وأخَّر {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ الله} من بأسه حين أذنب بالاستمهال والاستغفارِ له أو يحفظونه من المضارّ أو يراقبون أحوالَه من أجل أمر الله تعالى، وقد قرئ به وقيل: {من} بمعنى الباء، وقيل: من أمر الله صفةٌ ثانيةٌ لمعقّبات، وقيل: المعقّبات الحرّاسُ والجلاوِزةُ حولَ السلطان يحفَظونه في توهّمه من قضاء الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ} من النعمة والعافية {حتى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} من الأعمال الصالحةِ أو ملَكاتها التي هي فطرةُ الله التي فطرَ الناس عليها إلى أضدادها {وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءا} لسوء اختيارِهم واستحقاقِهم لذلك {فَلاَ مَرَدَّ لَهُ} فلا ردَّ له، والعاملُ في {إذا} ما دل عليه الجوابُ {وَمَا لَهُمْ مّن دُونِهِ مِن وَالٍ} يلي أمرَهم ويدفع عنهم السوءَ الذي أراده الله بهم بما قدمت أيديهم من تغيير ما بهم، وفيه دِلالةٌ على أن تخلّف مرادِه تعالى مُحالٌ، وإيذانٌ بأنهم بما باشروه من إنكار البعثِ واستعجال السيئة واقتراحِ الآية قد غيَّروا ما بأنفسهم من الفطرة واستحقوا لذلك حلولَ غضبِ الله تعالى وعذابِه.


{هُوَ الذى يُرِيكُمُ البرق خَوْفًا} من الصاعقة {وَطَمَعًا} في المطر، فوجهُ تقديم الخوفِ على الطمع ظاهر لما أن المَخوفَ عليه النفسُ أو الرزق العتيدُ والمطموعُ فيه الرزقُ المترقَّبُ، وقيل: الخوف أيضاً من المطر لكنْ الخائفُ منه غيرُ الطامع فيه كالخزّاف والحرّاث، ويأباه الترتيبُ اللهم إلا أن يتكلف ما أشير إليه من أن المَخوفَ عتيدٌ والمطموعَ فيه مترقَّبٌ، وانتصابُهما إما على المصدرية أي فتخافون خوفاً وتطمعون طمعاً أو على الحالية من البرق أو المخاطبين بإضمار ذوي أو بجعل المصدرِ بمعنى المفعول أو الفاعل مبالغةً أو على العِلّية بتقدير المضاف أي إرادةَ خوفٍ وطمعٍ، أو بتأويل الإخافة والإطماعِ ليتّحد فاعلُ العِلة والفعل المعلّل. وأما جعلُ المعلل هي الرؤية التي تتضمنها الإرادةُ على طريقة قول النابغة:
وحلّت بيوتي في يَفاعٍ ممنَّع *** تَخال به راعي الحَمولةِ طائرا
حِذاراً على أن لا يُنال معاوني *** ولا نِسوتي حتى يمُتْن حرائرا
أي أحللت بيوتي حِذاراً فلا سبيل إليه لأن ما وقع في معرِض العلةِ الغائية لا سيما الخوفُ لا يصلح علةً لرؤيتهم {وَيُنْشِىء السحاب} الغمامَ المنسحبَ في الجو {الثقال} بالماء وهي جمعُ ثقيلةٍ وُصف بها السحابُ لكونها اسمَ جنسٍ في معنى الجمع والواحدةُ سحابة، يقال: سحابةٌ ثقيلة وسحاب ثِقال، كما يقال: امرأة كريمة ونسوة كرام.
{وَيُسَبّحُ الرعد} أي سامعوه من العباد الراجين للمطر ملتبسين {بِحَمْدِهِ} أي يضِجّون بسبحان الله والحمد لله وإسنادُه إلى الرعد لحمله لهم على ذلك أو يسبح الرعدُ نفسه على أن تسبيحه عبارةٌ عن دلالته على وحدانيته تعالى وفضلِه المستوجبِ لحمده. وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: «سُبحانَ مَنْ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بحمدِهِ» وإذا اشتد يقول: «اللهم لا تقتُلْنا بغضبك ولا تُهلِكنا بعذابك وعافِنا قبل ذلك». وعن علي رضي الله عنه: «سبحان من سبَّحْتَ له». وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن اليهود سألت النبيَّ عليه الصلاة والسلام عن الرعد فقال: «ملَكٌ من الملائكة موكلٌ بالسحاب معه مخاريقُ من نار يسوق السحابَ» وعن الحسن: «خلقٌ من خلق الله تعالى ليس بملك» {والملائكة} أي يسبح الملائكة {مِنْ خِيفَتِهِ} من هيبته وإجلالِه جل جلاله، وقيل: الضمير للرعد.
{وَيُرْسِلُ الصواعق فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء} فيُهلكه بذلك {وَهُمْ} أي الكفرةُ المخاطبون في قوله تعالى: {هُوَ الذى يُرِيكُمُ البرق} وقد التُفت إلى الغَيبة إيذاناً بإسقاطهم عن درجة الخِطاب وإعراضاً عنهم وتعديداً لجناياتهم لدى كلِّ من يستحق الخطابَ كأنه قيل: هو الذي يفعل أمثالَ هذه الأفاعيلِ العجيبةِ من إراءة البرقِ وإنشاء السحابِ الثقالِ وإرسالِ الصواعقِ الدالةِ على كمال علمِه وقدرتِه ويعقِلُها مَنْ يعقِلها من المؤمنين، أو الرعدُ نفسه أو الملكُ الموكلُ به والملائكةُ ويعملون بموجب ذلك من التسبيح والحمد والخوفِ من هيبته تعالى وهم أي الكفرة الذين حُكيت هَناتُهم مع ذلهم وهوانهم وحقارةِ شأنهم {يجادلون فِى الله} أي في شأنه تعالى حيث يفعلون ما يفعلون من إنكار البعثِ واستعجالِ العذاب استهزاءً واقتراحِ الآيات، فالواو لعطف الجملةِ على ما قبلها من قوله تعالى: {هُوَ الذى يُرِيكُمُ البرق} الخ، أو على قوله: {الله يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ} الخ، وأما العطفُ على قوله تعالى: {وَيَقُولُ الذين كَفَرُواْ} كما قيل فلا مجال له لأن قوله تعالى: {الله يَعْلَمُ} الخ، استئنافٌ لبيان بطلانِ قولهِم ذلك ونظائرِه من استعجال العذابِ وإنكار البعثِ قاطعٌ لعطف ما بعده على ما قبله، وقيل: للحال أي فيصيب بالصواعق من يشاء وهم في الجدال.
وقد أريد به «ما أصاب أربدَ بنَ ربيعةَ أخا لبيد فإنه أقبل مع عامر بن الطفيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبغيانه الغوائلَ فدخلا المسجد وهو عليه الصلاة والسلام جالسٌ في نفر من الأصحاب رضي الله عنهم فاستشرفوا لجمال عامر وكان من أجمل الناسِ وقد كان أوصى إلى أربد أنه إذا رأيتَني أكلم محمداً عليه الصلاة والسلام فدُرْ من خلفه واضرِبْه بالسيف، فجعل يكلمه عليه الصلاة والسلام فدار أربد من خلفه عليه الصلاة والسلام فاخترط من سيفه شبراً فحبسه الله تعالى فلم يقدِر على سلّه وجعل عامرٌ يومىء إليه فرأى النبيُّ عليه الصلاة والسلام الحالَ، فقال: اللهم اكفِنيهما بما شئت فأرسل الله عز وجل على أربد صاعقةً في يوم صحْوٍ صائفٍ فأحرقتْه وولى عامرٌ هارباً فنزل في بيت امرأة سَلولية فلما أصبح ضم عليه سلاحَه وتغيّر لونُه وركب فرسه فجعل يركُض في الصحراء ويقول: ابرُزْ يا ملكَ الموت، ويقول الشعر، ويقول: واللاتِ لئن أصْحر لي محمد وصاحبُه يعني ملك الموت لأنفُذنَّهما برمحي، فأرسل الله تعالى ملكاً فلطَمه بجناحه فأرداه في التراب فخرجت على ركبته في الوقت غُدةٌ عظيمة فعاد إلى بيت السَّلولية وهو يقول: غُدة كغدة البعير وموتٌ في بيت سَلولية، ثم عاد بفرسه فركبه فأجراه حتى مات على ظهره». وقيل: أريد به ما روي عن الحسن «أنه كان رجلٌ من طواغيت العرب فبعث النبيُّ عليه الصلاة والسلام نفراً من أصحابه يدعونه إلى الله عز وجل، فقال لهم: أخبروني عما تدعونني إليه ما هو ومم هو؟ من ذهب، أم من فضة، أم من نحاس، أم من حديد، أم من دُرّ؟ فاستعظموا مقالتَه فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما رأينا رجلاً أكفرَ قلباً ولا أعتى على الله منه، فقال عليه الصلاة والسلام: ارجُعوا إليه، فما زاد إلا مقالتَه الأولى وأخبثَ، فرجعوا إليه عليه الصلاة والسلام وأخبَروه بما صنع، فقال عليه الصلاة والسلام: ارجِعوا إليه، فبينما هم عنده ينازعونه إذ ارتفعت سحابةٌ ورعَدت وبرِقت ورمَتْ بصاعقة فاحترق الكافرُ فجاءوا يسعَوْن ليخبروه عليه الصلاة والسلام بالخبر فاستقبلهم الأصحاب فقالوا: احترق صاحبُكم، قالوا: من أين علمتم؟ قالوا: أُوحيَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم». {وَهُوَ شَدِيدُ المحال} أي والحالُ أنه شديدُ المماحلة والمماكرةِ لأعدائه من مَحَله إذا كاده وعرّضه للهلاك، ومنه تمحّل إذا تلكف استعمال الحِيل، وقيل: هو مُحالٌ من المَحْل بمعنى القوة، وقيل: مُحوّل من الحول أو الحيلة أُعلَّ على غير قياس، ويعضُده أنه قرئ بفتح الميم على أنه مَفعَل من حال يحول إذا احتال ويجوز أن يكون بمعنى الفقار فيكون مثلاً في القوة والقدرة كقولهم: فساعدُ الله أشدُّ وموساه أحدّ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6